-A +A
أشواق شتيوي Ashwag_Shetewi@

ثمة سؤال: هل «الحب» ولعٌ أم قيمة أخلاقية جمالية؟.. كثر اللغط حول مفهومه، فهناك من آمن بوجوده، وآخر يعتبره وهماً.. عالم النفس «أريك فروم» فسَّر مفهومه في كتابه «فن الحب» أنه: ممارسة عملية تتضمن الرعاية والمسؤولية والاحترام والمعرفة بجوهر الحب، واستشهد بفكرة المرأة التي تدعي حب الزهرة.

بلورت تلك الفكرة وأسقطتها على واقعنا، منا من ينبهر بجمال الزهرة، ويظن أنه يحبها، ومن ثَمَّ يقتنيها، ولكنه نسي سقايتها والاهتمام بها ورعايتها احتراماً لحقها في الحياة ككائن حيّ له احتياجاته الخاصة.

ولأن الحب والعمل لا ينفصلان، أطرح سؤالاً: هل كان هذا الحب فعلياً أم أنانية ضيقة؟.. ربما يكون الجواب: تعامل هذا الشخص مع الزهرة كأداة لتحقيق غرض في نفسه، إذ لم يكن مهتماً بنموها.

العلاقات الإنسانية تبادلية تشير إلى الاحتياجات الإنسانية، وتكون بإدراك الشخص، ويتم اكتشافه على نحو ما هو عليه، فأنا أحبه وأتقبله كما هو، وهنا يتضمن الاحترام وعدم وجود الاستغلال، فكما قال «أريك فروم»: إني أريد الشخص المحبوب أن ينمو وأن يتكشَّف تلقائياً في ذاته وبطريقته وليس بنية خدمتي.

إن الحب يكشف إرادة الإنسان، فهو قوة أخلاقية شعورية جمالية نتاج الفكر والشعور، ومن ثم الإحساس الروحي الذي يسمو في تأثير العقل الذي يحرره من الـ«أنا» المادية التي توجه إلى المطامع الشخصية والمصالح الذاتية، ليدرك قيمة الشخص كذات إنسانية، فيفهم طبيعة هذه الذات ويقدرها ويقر بوجودها في الحياة.

إذن؛ فإن «الحب» إدراك الجوهر والوعي بالواجب تجاه الحق الإنساني.